للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنه قد حق على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الهلاك الذي نزل بها، لأن الظالم يظلم، ويجد الكثرة الكاثرة تؤيده، وتنصره على المظلومين، وتصفه بالحكمة والعدل والعبقرية، حتى اختلطت على الناس الألفاظ والحقائق، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.

وإن إرادة اللَّه تعالى تعلقت بتنازع الخير مع الشر، من وقت أن هبط آدم وإبليس إلى هذه الأرض وقال: (. . . اهْبطُوا بَعْضُكمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ. . .). يتنازع الخير والشر، في نفس كل إنسان، كما قال تعالى: (وَهدَيَناهُ النَّجْدَينِ)، حتى إن كف النفس عن الشر يعد جهادا، يثاب عليه، ويتنازع الآحاد بعضهم مع بعض، وتتنازع الجماعات وتتحارب الدول، وتلك إرادة اللَّه، ولو شاء لخلقهم على منزع واحد، ولا تكون الحياة معتركا للخير والشر يتنازعان.

ولذا قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>