للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩)

أي لَا تطمع، ولا تلتفت، ولا يغرنك ما متعنا به أزواجا، أي أصنافا متقابلة منهم فيهم الغنى وجاه الدنيا والقوة، والغرور، والطغيان، والكفر.

وعبر سبحانه عن الطموح إلى ما هم فيه والغرور به (. . . فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلبُهُمْ فِي الْبِلادِ)، عبر عن ذلك بمد العين؛ لأن هذا يسترعي النظر فكأن الأعين تمد إليه، ولا تنحرف عنه.

لا يغرنك هذا ولا يسترعي نظرك، فإن هذا أمر إلى فناء، وما يدعو إليه أمره إلى بقاء، وإذا كان ذلك أمر فيه متعة وقتية، فقد أوتيت الحكمة وفصل الخطاب، أوتيت القرآن ومثله معه، وأي قدر مما أتوا يقارب قيمة ما أوتيت من الحق، وعزة الحق، ونهى اللَّه تعالى عن الحزن على الكافرين كما نهى عن أن يغتر بهم، فقال: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ)، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات، وإذا كان لا يغتر بما أوتي المشركون من أسباب النعيم، فإن من معه من المؤمنين هم الأولى بالرعاية والحفظ لأنهم الذين هم ذخيرة الإيمان؛ ولذا قال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)، أي تطامن، وارفق بهم ولِنْ لهم بجانبك، (. . . وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ. . .).

<<  <  ج: ص:  >  >>