للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجواب الشرط في (إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ) هو قوله تعالى: (فَإنَّ اللَّهُ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ) ويُضِلُّ هنا معناها من كتب عليه الضلالة، وقدرها له في قدره المحتوم، ولوحه المحفوظ، وذلك لأنه سلك سبيل الغواية ولم يتفكر ويتدبر، وسيطرت عليهم أوهام المادة، والجاه والسلطان وحب السيطرة فإنه تكتب عليه الضلالة، ولترك الله تعالى له سادرا في غلوائه يكون كمن يضله.

(وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ)، أي لَا أحد ينصرهم، وهذا يومئ إلى أنهم يعتريهم عذاب أليم، لَا ينقذهم منه ولي ولا ناصر لهم، وفيه دلالة على أنهم ما داموا قد رتعوا في الغي، فلا يمكن أن يكِون لهم هاد مرشد، وهذا كقوله تعالى: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي من يَشَاء. . .).

وإن هذا الجحود سببه أمران:

الأمر الأول - الاستكبار، وقد تكلمت الآيات القرآنية في آثاره.

والأمر الثاني - جحود اليوم الآخر، وقولهم: إن هي إلا حياتنا الدنيا نلهو ونلعب، وقد بين الله تعالى حالهم في جحودهم اليوم الآخر فقال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>