للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٨)

(جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ)، الجهد مصدر بمعنى الطاعة والقوة، ومعنى أقسموا بالله جهد أيمانهم أي جاهدين بأقصى قوتهم في تأكيد يمينهم، والمقسم عليه (لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ) مأسورين في ذلك بالحمال التي وقعت، وهي الوقت ويحسبونه فناء لَا حياة بعده، ويحسبون أنه لَا شيء غير المادة، ولا يؤمنون بالمنشئ الموجد، وإن كانوا يقولون: الله خالق كل شيء، ولكنه قول لَا يتغلغل في قلوبهم، ويستمكن في نفوسهم، روى البخاري أن رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - قال في حديث قدسي: " كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي، كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْئًا أَحَدٌ " (١).


(١) رواه البخاري: تفسير القرآن (٤٥٩٢). كما أخرجه النسائي: الجنائز (٢٠٥١)، وأحمد: باقي مند المكثرين (٧٨٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>