للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هي الأطعمة والزِينة واللبس، والكسب الحلال، كما قال تعالى: (قلْ مَنْ حرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَج لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ. . .)، والطيبات هي غير الخبائث، وهي الأمور المقززة التي تعافها النفس كالميتة والدم ولحم الخنزير، كما قال الله تعالى في وصف النبي الأُميّ في بشارة التوراة والإنجيل به: (. . . الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتوبًا عِندَهُمْ فِي التَوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ. . .).

ومع أنه أنعم عليهم بنعمة الوجود ونعمة التوالد وأكرمهم بالرزق الطيب الحلال، كما قال تعالى: (وَمَا مِن دَابَّة فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا. . .).

مع كل هذا أشركوا باللَّه، واتبعوا الباطل وكفروا بالحق، فقال تعالى:

(. . . أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)، الفاء للإفصاح عن شرط مقدر وتقديم (بالباطل) على الفعل للإشارة إلى أنهم لَا يؤمنون إلا بالباطل، ولا يؤمنون بحق قط، وبنعمة اللَّه نعمة الإيجاد والرزق يكفرون ولا يشكرون، وأكد سبحانه كفرهم بالنعمة بتقديم النعمة على الفعل، وبالضمير (هُمْ) والجملة الاسمية. قال تعالى في توضيح باطلهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>