للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (٨١) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٨٢)

* * *

في هذه الآيات بيان قدرة اللَّه تعالى في خلقه، وإحكامه وإبداعه، وبيان نعمته على الإنسان ظاهره وباطنه، وكيف سخر الحيوان للإنسان، فتمكن من اتخاذ المأوى، في الظعن وفي الإقامة، وجعل ظلالا تقيهم الحر والبرد، وسخر لهم النبات يتخذون منه لباسا يقيهم الحر، ومن الحديد سرابيل تقيهم في يوم البأس، وكان ذلك إتماما لنعمة الله رجاء أن يسلموا، وقد بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبين وأقام الأدلة، وما عليه إلا البلاغ.

ابتدأ سبحانه بالإشارة إلى عجائب الخلق، والتكوين في الطير التي تسبح في الفضاء، كما تسبح السفائن في الماء من غير ماء يحملها، إنما خلقها تعالى لتحمل نفسها، وتتوقى السقوط بأجنحتها، وتسير في الفضاء كما تسير الدواب على الأرض لا عائق يعوقها، ولا عقبات تمنعها، حتى إن الإنسان عندما أراد أن يستخدم الفضاء تعلم منها، ولذا قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>