للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك كثيرا، وفوق ذلك عذاب اللَّه تعالى يوم القيامة وجزاؤه على الوفاء في الدنيا والأخرة فقال تعالى: (إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

(ما) اسم موصول بمعنى الذي، أي أن الذي ادخره اللَّه في الدنيا والآخرة خير لكم، ففي الدنيا تكون عزة الحق، وقوة الوفاء وهو في ذاته قوة، وخصوصا إذا كان العقد مع الضعفاء، وفي الآخرة نعيم مقيم.

* * *

الله أبقى وخيره أبقى

قال اللَّه تعالى:

(مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠)

* * *

في الآية السابقة، قال تعالى: (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) وختم الآية بقوله تعالى: (إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

وفى هذه الآيات الكريمات يبين وجه الخيرية لما عند اللَّه تعالى؛ ولذا قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>