للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن ذلك تنبيه إلى طول الأمد حتى تظنن أهله، ولرقودهم الذي يشبه الموت اختلفوا فيه، وليعلم الناس أن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون، وأن الأزمان أمرها نسبي وهي بالنسبة للَّه تعالى ليست بشيء يحصى.

والاستفهام هنا جعل ما بعد (أَيُّ) يَسُدُ مَسَدَّ مفعولين، ومعنى الاستفهام التنبيه إلى أن الزمن طال حتى اختلفوا في قدره، وبعثوا من مراقدهم ليتعرفوا الزمان، وفي أي زمان هم، وبذلك يعرفون أي القائلين أصدق قيلا.

و (أَحْصَى) قيل: إنها أفعل تفضيل، ولكن أفعل التفضيل لَا يكون إلا من فعل ثلاثي مجرد، ولكنه جاز استثناء، والقرآن لَا يحاكم أمام قواعد النحو لأنه فوقها، وهو يوجهها، ولا توجهه، وقد كثر أفعل التفضيل في الرباعي كقولهم ما أعطاه للمال، وآتاه للخير، ويقال إن أفعل التفضيل يجوز بعد تجريده من الزوائد، إذ يصير ثلاثيا، وفيه معنى الإحصاء، وقوله تعالى: (أَمَدًا) معناه زمانا، أي أعلم بمقدار الزمن الذي أحصى أهذا الذي قال يوما أو بعض يوم، أم الذي فوض. وقد قص سبحانه وتعالى قصصهم بالحق فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>