للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمام الناظرين، والوصيد هو فناء الكهف، أو عتبته، أو على مقربة منه، وهذا الكلب يقال إنه كليب صيد لهم فكان مثلهم، ولقد كان ما يقرب من الكرام يكرم مثلهم، فكرم كما كرموا.

(لَوِ اطَلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا) هذه مظاهرهم، ولوِ اطلعت أيها المخاطب المعرف بأمرهم، وفحصت حالهم (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا)، أي لآثار الاستغراب في نفسك ما يبعدك عن أحياء ليس فيهم مظاهر الحياة بل فيهم رهبة وهيبة، وما يثير العجب لأنه غير مألوف أن ترى أشخاصا يمكثون مئين من السنين على حال لَا هي حياة فيها كل مظاهر الحياة من حركة وكلام، ولكنك لَا ترى إلا سكونا، ومظاهر الحياة موجودة من عيون يقظة هذه تجعل الناظرين يجعلهم يحسبون أنهم ليسوا أمواتا ولا أحياء وما لَا يألفه الإنسان يفر منه فرارا، والخلاصة أنهم لو علموا حالهم، واطلعوا على أمورهم لولوا هاربين فارين منهم يحسبون أنهم ليسوا أناسِيَّ.

(وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) والخطاب للقارئ أو السامع بأخبارهم المعرَّف لأحوالهم، هذه حالهم التي لبثوا عليها حتى بعثهم اللَّه تعالى، ولنقرأ خبر بعثهم، قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>