للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن هذا الجزاء الذي هو الحسنى في أعلى درجات الجنة؛ لأنه مؤنث أحسن، لمن قامت به حالان:

الحال الأولى - إيمان صادق تتطهر فيه النفس والعقل والقلب من شرك الجاهلية وأوهامه.

والحال الثانية - عمل صالح يزكي النفس، وينفع الجمع، ويكون فيه خير للناس.

وذكر جزاء ثانيا فوق الحسنى، وهي نِعْم الجزاء، وهو ما جاء في قوله:

(وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا) القول اليسر هو هذا القول الذي ييسر الأمور ويسهلها، وذلك بأن يقربه إليه، ويسهل له أسباب الوصول والتمكين والحكم، والقول المشجع على الخير من ملك عادل يدني المصلح الصالح، ويبعد المفسد الفاسد.

ولقد أقام العدل في أقوام الغرب، وأقام ما شاء أن يقيم لتثبيت العدل ودعم أركانه، بعد إقامة بنيانه ثم اتجه المصلح العادل من ذلك إلى الشرق؛ ولذا قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>