للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقاءه فهو لَا يعبد غيره، لأنه أخذ بالرسالة وآمن بها، والشرك في العبادة أن يجعلها للَّه وحده، فلا يشرك في العبادة وثنا ولا شخصا. وهناك شرك في العبادة بأن يعبد يرائي الناس، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " من صلى يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك " (١)، وهذا هو الشرك الخفي والشرك الأصغر، وقد قال الزمخشري عند تفسير هذه الآية: والمراد بالنهي عن الإشراك في العبادة ألا يرائي بعمله، وألا يبتغي إلا وجه اللَّه تعالى خالصا لَا يخلط به غيره، وقيل نزلت في جندب بن زهير قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أعمل العمل لِلَّهِ تعالى فإذا أطلع عليه سرني، فقال: " إن الله لَا يقبل ما شورك فيه "، وروي أنه قال: " لك أجران أجر السر وأجر العلانية "، وذلك إذا قصد أن يقتدى به، وعنه - صلى الله عليه وسلم -: " اتقوا الشرك الأصغر "، قالوا: وما الشرك الأصغر؟، قال: " الرياء ".

* * *


(١) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>