للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن ذلك مثل قوله تعالى في موضع آخر من الذكر الحكيم: (وَإِذَا قيلَ لَهمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا. . .)، ومثل قوله تعالى عنهم: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ).

وإن هذا النص السامي الكريم يدل على أن التقليد في العقائد لَا يجوز، وشذ من قال غير ذلك، وعلى الذين لَا يعرفون دليلا أن يسألوا أهل العلم بذلك كما قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذكرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)؛ ولذا يجب على العلماء أن يبينوا للناس عقائدهم، لَا بطريق علم الكلام، بل بطريق القرآن، فدليل القرآن هو الغذاء والدواء الشافي، وأدلة علم الكلام كالدواء الذي يعطي بقدر لمن أصيبوا في عقيدتهم.

وإن المشركين الذين يتبعون خطوات الشيطان في عقيدتهم، ويتبعونه فيما يحلون وما يحرمون، ويقولون نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، ويقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون بسبب ما أركسوا أنفسهم فيه قد صموا أنفسهم عن سماع الحق، ولذا قال سبحانه في حالهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>