للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) ابتدأ بإظهار العبودية للَّه سبحانه وتعالى، وكأنه - عليه السلام - يرد على الذين أخرجوه من مرتبة العبد الخالص الزكي الطاهر إلى مرتبة الألوهية، وهو لن يستنكف أن يكون عبدًا للَّه. والثاني: أنه آتاه كتابًا يدعو الناس إلى اتباعه، وهو التوراة والإنجيل فهو يدعو إلى العمل بهما، والثالث أنه جعله نبيا. وهذا الجَعْل في علم اللَّه تعالى أكَنَّه إلى أن يبلغ من ينبأ ويحمل رسالة، وهو بالنسبة لنا هذا الوقت الذي قاله إخبار بالماضي للدلالة على مؤكد في المستقبل.

والكتاب ذكر بالتعريف بـ (أل)، وقد أشرنا إلى أنه التوراة والإنجيل، فإن الإنجيل لم ينسخ التوراة، ولكن نسخ بعض أحكامها، وما يغاير فيها لَا يؤخذ به، وما لم ينص عليه فيها يؤخذ بأحكامها.

وقد بين عيسى - عليه السلام - على لسانه وهو في المهد أنه سيكون مباركا، فقال تعالى عنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>