للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهكذا، وقال مقسما أيضا بما يُقسم به عندهم (وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوع النَّخْلِ) وقالوا: إن (فِي) هنا بمعنى " على "، وعبر بـ " في " لبيان تمكن الصلب استقرارهم على جذوع النخل، وهذا الصلب على الجذوع يومئ إلى بقائهم على الصلب حتى يموتوا فهو قتل وتقطيع، ثم قال مقالة الجهالة والطغيان: (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى).

أقسم الجهول في قوله هذا بما يُقسم به عندهم، و (أَيُّنَا) استفهام، وهي تفيد التنبيه في زعمه إلى أنه أشد عذابا وأقسى من موسى، وأبقى أثرا في عذابه من موسى، وهو جهل طاغ لأن موسى لَا يعذِّب، ولكن يرشد ويهدي، إنما الذي يعذب هو الله ربَّ موسى وهارون، وعذابه أليم هو جهنم يخلد فيها فرعون ومن يتبعه.

من دخل الإيمان قلبه يعمره الله بنوره ويستهين بالحياة والأحياء ولو كانوا فرعون وقبيله، ولذا أجابوا عن تهديده الذي ثفذه بقولهم كما حكى الله تعالى عنهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>