للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٧٢) إجابة حاسمة قاطعة تقطع أمله في رجوعهم، والإيمان إذا دخل القلب وأشرب حبه كان أثبت من الرواسي، وهو إيمان بحجة وبينة وبرهان (لَن نُّؤثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا)، أي لن نتركه لأجلك أيها الطاغي الباغي، وهذا معنى مؤكد، لأن " لن " تفيد النفي المؤكَّد، حتى ادعى الزمخشري أنها تفيد تأبيد النفي، فلا تطمع في رجوعنا عن الحق والإيثار والتفضيل، أي لن نفضلك على البينات، أي الدلالات الواضحات التي جاءتنا، وفي هذا إشارة إلى أن ما عنده باطل وأوهام، وكيف نفضل الأوهام على الدليل والبرهان؟! وقوله تعالى: (وَالَّذِي فَطَرَنَا) عطف على (مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَات)، والذي فطرنا هو الله، يعني لن نؤثرك على الحق الواضح، ولن نؤترك على الله تعالى جل جلاله فهو القادر على كل شيء، فلن نؤثر الضعيف الظاهر على الله القادر العادل القهار، ويجوز أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>