للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حمَّلوها أنفسهم، وهناك قراءة (حَمَلنا) (١)، والأوزار جمع وزر، وهو الحمل الثقيل، ويصح أن يكون حمل بعضنا بعضا ما في عهدته من زينة القوم أي من ذهبهم، وكون الأوزار أحمالا ثقيلة لَا تخلو من إثم؛ لأن الوزر يطلق على الإثمِ باعتباره حملا ثقيلا على النفوس، كما قال تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ)، وهذه الأحمال كان فيها آثام؛ لأنها من زينة بني مصر كانوا استعاروها منهم، فما كانوا يملكون مثلها لإيذاء فرعون لهم، وإذلالهم فأخذوا يكثرون من الاستعارة عندما أذن لهم بالرحيل، وقؤله (فَقَذَفْنَاهَا) أي ألقيناها، ولذا قالوا (فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ)، وتدل الروايات على أن قذفهم لها كان في النار لتصهر، وفعل السامري مثلهم، وقد كان دبَّر ذلك معهم، ويروى أنه قال لهم: إن موسى يلومنا على ما أخذنا من زينة القوم فلنلقها في النار لتصهر ولا يراها.

وإن هذا يدل على أنه كانت إرادة، وإنه كان إصرار على الجريمة، وأنهم سلكوا الطريق إلى أسبابها من أوله إلى آخره.

ْوإذا كانت الجريمة عبادة العجل، فقد وضعوا السبب الأول لصناعته، وتولى كبر الصناعة السامري ودعاهم إلى عبادته فعبدوه.

وقد ذكر سبحانه ما صنعه السامري فقال عز من قائل عنه:


(١) قراءة (حملنا) بالبناء للفاعل، وتخفيف الميم: أبو عمر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف - غير حفص ورويس - وقرأ الباقون بالبناء للمجهول، وتشديد الميم. غاية الاختصار ٢/ ٥٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>