للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن الماء جسم ولكن لا يقال له جسد، وقد ذكر ذلك الراغب في مؤلفاته، فقد جاء فيه في مادة جسد ما نصه:

" الجسد كالجسم لكنه أخص، قال الخليل: لَا يقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض ونحوه، وأيضا فإن الجسد ما له لون، والجسم يقال لما لَا يبين له لون كالماء والهواء، وقوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ. . .).

يشهد لما قال الخليل. وقال: (عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ) وقال تعالى:

(وَأَلْقَيْنَا عَلَى كرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَاب)، وباعتبار اللون يقال للزعفران جساد وثوب مجسد بالجساد ".

وأظن هذا واضحا في أن الجسد يستعمل كالجسم، والجسم أعم من الجسد.

فقوله تعالى: (جَسَدًا لَّه خوَارٌ) لَا يمنع أنه جسم لَا حياة فيه، وربما كان التعبير بالجسد مناسبا لقوله تعالى (لَهُ خُوَارٌ) ولكنه جسم لَا حياة فيه.

ولذا قال تعالى في بيان أنه ليس فيه حياة قط:

<<  <  ج: ص:  >  >>