للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكنهم لم يعتبروا، ولم يتدبروا أمرهم، ولم يعيشوا حاضرهم على ماضي غيرهم؛ ولذا قال تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).

هذا النص فيه إشارة إلى أنهم وإن كانوا ذوي أبصار تنظر وترى ولكنها عمت عن الحق، ولم تنظره نظرة اعتبار واستبصار، فهم عمت قلوبهم عن الإدراك وكانت غير مبصرة للحق، ولا نافذة إلى لبه ومعناه، وفي الكلام مجاز بالاستعارة إذ شبه عدم إدراك عقولهم للحق وعدم إذعان قلوبهم بالعمى - بجامع عدم الإدراك في كلٍّ، وقوله: (الَّتِي فِي الصُّدُورِ) ترشيح للاستعارة وإبعاد للأبصار عن أن يكون عماها هو المراد؛ لأنها في الوجوه دون القلوب، والضمير في (فَإِنَّهَا) ضمير الحال والشأن أي الحال والشأن لَا تعمى الأبصار وإن المشركين مع أن الرسوم والآثار تعلن ما نزل بالغابرين، يتحدونك فيستعجلون العذاب، فقال تعالى عنهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>