للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الكفر بالطاغوت من أركان التوحيد]

قال الشارح رحمه الله: [فإذا لم يحصل هذا الركن لم يكن موحداً، والتوحيد هو أساس الإيمان الذي تصلح به جميع الأعمال وتفسد بعدمه، كما أن ذلك بين في قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة:٢٥٦]، وذلك أن التحاكم إلى الطاغوت إيمان به.

وقوله: {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا} [النساء:٦٠] يبين تعالى في هذه الآية أن التحاكم إلى الطاغوت مما يأمر به الشيطان ويزينه لمن أطاعه، ويبين أن ذلك مما أضل به الشيطان من أضله، وأكده بالمصدر، ووصفه بالبعد، فدل على أن ذلك من أعظم الضلال وأبعده عن الهدى.

ففي الآية أربعة أمور: الأول: أنه من إرادة الشيطان.

والثاني: أنه ضلال.

والثالث: تأكيده بالمصدر.

الرابع: وصفه بالبعد عن سبيل الحق والهدى.

فسبحان الله! ما أعظم هذا القرآن وما أبلغه! وما أدله على أنه كلام رب العالمين أوحاه إلى رسوله الكريم، وبلغه عبده الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليهما.