للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم من أنكر الأسماء والصفات]

قال الشارح رحمه الله: [والرحمن هو اسمه وصفته، دل هذا الاسم على أن الرحمة صفته سبحانه، وهي من صفات الكمال، وإذا كان المشركون جحدوا اسماً من أسمائه تعالى وهو من الأسماء التي دلت على كماله سبحانه وبحمده فجحود معنى هذا الاسم ونحوه من الأسماء يكون كذلك، فإن جهم بن صفوان ومن تبعه يزعمون أنها لا تدل على صفة قائمة بالله تعالى، وتبعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم، ولهذا كفرهم كثيرون من أهل السنة، قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان واللالكائي حكاه الإمام حكاه عنـ ـهم بل حكاه قبله الطبراني].

فقوله: خمسون في عشر يعني: خمسمائة عالم، يقول: إنهم حكموا بأنهم كفار، ويقول: إن هذا حكاه ونقله الطبراني في كتاب (السنة)، وكتاب (السنة) للطبراني مفقود الآن لا وجود له؛ لأن هذا من الكتب التي أغاضت هؤلاء، فصاروا يتتبعون الكتب التي تؤلف في الرد عليهم ويحرقونها، بل يشترونها بغالي الإثمان ويحرقونها حتى لا توجد في الناس؛ لأنها تفضحهم.

وكذلك حكى هذا القول ونقله اللالكائي في كتابه (شرح أصول أهل السنة)، وهذا الكتاب موجود ومطبوع والحمد لله، فهو ذكر هذا القول، وذكر أن خمسمائة من كبار العلماء حكموا بأن الجهمية كفار؛ لإنكارهم الأسماء والصفات.