للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى التحيات لله والصلوات والطيبات]

فقال لهم: قولوا: (التحيات لله والصلوات والطيبات)، ثم بين لهم السلام أن يقولوا: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).

والتحيات تعني: التعظيمات من التحميد والتهليل والتكبير والقيام والركوع والسجود والدعاء، وجميع ما يعظم به جل وعلا ويكون خاصاً به أي: التحيات اللائقة به جل وعلا قوله: (لله) يعني: خالصة لله ليس لأحد فيها شيء.

ثم عطف عليها الصلاة عطف الخاص على العام، قال: (والصلوات) يعني: جميع الصلوات التي يصليها يصليها لله.

قوله: (والطيبات) أي: الطيبات من الأعمال الخالصة، ومن الكلمات الطيبة التي تتضمن الحمد والثناء والتمجيد؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا الطيب.

فهذا الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته، وهو تعليم للأمة كلها، بدل أن كانوا يقولون: (السلام على الله من عباده)، فقال لهم: (إن الله هو السلام ومنه السلام، فلا تقولوا: السلام على الله من عباده، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات).

ثم قال: و (الطيبات) إشعاراً بأنه يجب أن تكون التحيات والصلوات خالصة طيبة لله جل وعلا، ليس فيها مقصود غيره، فإذا كانت كذلك فهي طيبة، فله الطيب من العمل والطيب من القول، الذي هو التسبيح والتهليل والتكبير وغيره.