للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الاستعاذة بوجه الله من النار]

لما نزل قول الله جل وعلا: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام:٦٥] قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بوجهك، أو من تحت رجلكم) قال: أعوذ بوجهك، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام:٦٥].

قال: هذا أهون! هذا أهون!) فاستعاذ بوجه الله جل وعلا من عذابه الذي يهلك، ومآل الهالك إلى النار، ومعنى ذلك أنه استعاذ بالله جل وعلا من العذاب الذي يبقى وهو النار.

فإذا قال القائل: أعوذ بوجهك يا رب من النار، فإن هذا مثل قوله: (أسألك بوجهك الجنة) ولا يكون هذا ممنوعاً، بل هو من الأشياء التي ينبغي للإنسان أن يفعلها.

وبهذا يتبين لنا الفرق بين هذا الباب والذي قبله، فالباب الذي قبله عام: السؤال بالله أو بصفة من صفاته أو بما يدل من فعله عليه، وهذا خاص بصفة الوجه، فلا يجوز أن يسأل بصفة الوجه إلا الجنة.