للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسائل باب: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [فيه مسائل: المسألة الأولى: النهي عن أن يسأل بوجه الله إلا غاية المطالب].

ومن المعلوم أن الله جل وعلا هو أعلم من كل شيء، وأقدر من كل شيء، وأنه جل وعلا هو الذي بيده كل شيء، وأن الدنيا ليست شيئاً بالنسبة للآخرة، فهي حقيرة، ولهذا جاء لعنها: (الدنيا ملعونة، معلون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه أو عالماً أو متعلماً)، وما كان ملعوناً فهو مبعد عن الله جل وعلا، وكون الإنسان تكون غايته الدنيا ومقصوده الدنيا بالأمل أو بالحياة؛ هذا من أسوأ ما يسلكه الإنسان، وهو دليل على بعده عن الله جل وعلا؛ ولهذا جاء في الدعاء: (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا)، وإنما غاية الحياة أن يصير الإنسان إلى ما خلق له وهو الجنة، فإذا سأل الإنسان بوجه الله شيئاً من أمور الدنيا فهذا على أنه دليل لم يعرف حق الله، ولم يقدره، وكذلك لم يعرف الآخرة، ولم يعرف المهمة التي خلق من أجلها، وإنما رأى حياة حيوانية اهتم بها.

ثم يجب على المسلم أن يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعلم الخلق بالله، وهو أنصح الخلق بالخلق، وهو أقدر الناس على البيان والإفصاح عما يريد، وهو صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق تعظيماً لله وتقديراً له، فإذا أخبر عن الله جل وعلا بشيء كقوله في هذا الحديث: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة)؛ فيجب أن يؤخذ على ظاهره، وأن يكون ظاهره كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

[المسألة الثانية: إثبات صفة الوجه].