للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما جاء في كثرة الحلف]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما جاء في كثرة الحلف].

قال الشارح رحمه الله: [أي: من النهي عنه، والوعيد].

قوله: (باب ما جاء في كثرة الحلف) يعني: أن الذي يكثر الحلف لابد أن يأثم، لأنه يحنث أي: يفعل الشيء الذي حلف ألا يفعله، وهذا إثم، وكثرة الحلف غالباً تدل على أن الذي يحلف ويكثر من ذلك لم يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، والواجب أن يعرف الإنسان ربه حق المعرفة، ويعظمه حق التعظيم، ولا يعمل الشيء الذي قد يترتب عليه سخط الله وعذابه، فإن الإنسان ضعيف، وإذا تعرض لمساخط الله يوشك أن يغضب الله عليه ويمقته، ثم يهلك بذلك.

ثم إن الحلف هو في الأصل ذكرك من تعظمه عند الخبر تأكيداً لما تخبر به، وأنك إذا كنت غير صادق فإنه يعذبك، هذا الأصل في الحلف، فلهذا وجب أن يكون الحلف بالله أو بصفة من صفاته، ولا يجوز أن يكون الحلف بغير الله جل وعلا، بل جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك).