للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحكمة من شرعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم]

السؤال

هل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لتذكر الموت فقط؟ أزيلوا عنا هذا اللبس.

الجواب

الزيارة ينبغي أن يكون مقصدها هذا مطلقاً، ولكن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم للسلام عليه، وليس للدعاء له؛ لأنه ليس في حاجة لتدعو له صلوات الله وسلامه عليه، بل أي عمل تعمله من الصالحات فله مثله من الأجر؛ لأنه صلوات الله وسلامه عليه سبب هداية الناس.

فكل إنسان من أمته يعمل خيراً منذ بعثه الله إلى أن تقوم الساعة فله من الأجر مثل أجر هذا الإنسان، فكذلك الله جل وعلا أخبرنا أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأنه أعطاه الوسيلة، ولكن شرع لنا الصلاة عليه لزيادة أجورنا، وإلا فقد صلى الله -جل وعلا- عليه وسلم.

ولهذا أخبرنا أنه إذا سمع أحدنا المؤذن فقال مثلما يقول، ثم سأل له الوسيلة -وهي منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله، قال: (وأرجو أن أكون أنا) - حلت له شفاعته صلى الله عليه وسلم، هذا جزاؤه، وقد قال الله جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦]، فنحن نفعل ذلك امتثالاً لأمر ربنا جل وعلا، ويحصل لنا بذلك ما قاله كما في الصحيح: (من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً) أي: عشر صلوات.

والذي يصلي عليه ربه جل وعلا سعيد، فالصلاة خلاف اللعن، فهذا هو المشروع.