للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الشرك في العبادة]

والشرك في العبادة واسع وكثير جداً، وهو ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: شرك أكبر إذا مات عليه الإنسان يكون خالداً في جهنم، وإذا تاب منه فالله يقبل توبته.

القسم الثاني: شرك أصغر، إذا وقع فيه الإنسان يكون قد وقع فيما هو أعظم من الزنا ومن شرب الخمر، ولكنه لا يخرج من الدين الإسلامي، وصاحبه تحت مشيئة الله جل وعلا، إن شاء آخذه وعذبه على ذلك، وإن شاء عفا عنه، ويجب أن نجتبه.

الشرك الأكبر كأن يشرك في المحبة، أو في الخوف، أو في التوكل، أو في الإنابة، أو في الركوع، أو في السجود، أو في الطواف، أو في الذبح والنذر، أو غير ذلك.

فإذا وقع الإنسان في شيء من ذلك كان يذبح دجاجة لجني كان مشركاً شركاً أكبر -نسأل الله العافية-!، وإذا وقع في شيء من هذا يجب عليه أن يتوب، وأن يتخلص من ذلك.

وأما الشرك الأصغر فمثل يسير الرياء، كونه يرائي بعمله الناس ويحب أن ينظروا إليه، أو يزين عمله من أجل رؤية الناس، أما الكثير فهو لا يصدر من مسلم، فكون العمل يبنى على الرياء لا يصدر إلا من المنافقين أو الكفار، قال الله جل وعلا: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء:١٤٢] أخبر أن صلاتهم هي المراءاة، ولكن المسلم قد يعرض له في عمله عارض الشرك الأصغر فهو يعالجه، وإن أعرض عنه واستطاع أن يخلص في عمله لا يضره ذلك، أما إذا لم يستطع ذلك فالرياء إذا خالط عملاً أفسده وأحبطه، ويكون ذلك العمل فاسداً حابطاً، كما جاء في الحديث القدسي: (من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)، وجاء أن الله جل وعلا يقول للذين يراءون بأعمالهم يوم القيامة: (اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون جزاءكم عندهم؟)، وسيأتي بإذن الله تعالى تفصيل هذا كله مفرقاً في الكتاب.