للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة]

في يوم القيامة يكشف الله هذه الحجب، فينظر إليه عباده المتقون الأبرار فيرونه، يرون وجهه جل وعلا، وهو أعلى نعيمٍ في الجنة، وقد جاء هذا متواتراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء في القرآن، يقول جل وعلا: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:٢٦] ثبت في صحيح مسلم من حديث صهيب أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر الحسنى بالجنة، والزيادة بالنظر إلى وجه الله جل وعلا، ويقول جل وعلا: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:١٥]، فهؤلاء المحجوبون عن الله هم الكفرة والفجرة، فإذا حجب الفجرة والكفرة فإن المؤمنين والمتقين يرون ربهم ولا يحجبون عنه.

ويقول جل وعلا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:٢٢ - ٢٣] فـ (ناضرة): بهية جميلة، ظهر بهاؤها ونعيمها.

فهي ناضرة من (النضرة)، (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) من النظر، فهي تنظر إلى الله جل وعلا، فهذا أعلى نعيم لأهل الجنة.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أن الصحابة سألوه فقالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: (هل تضامون في القمر ليلة البدر -يعني: ليلة أربع عشرة- ليس بينكم وبينه حجاب؟ قالوا: لا.

قال: فإنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر)، فهذا كلام واضح جلي، ولو تكلف أحد من الناس أن يأتي بكلام أبلغ من هذا وأوضح منه وأفصح منه ما استطاع، فالذي ينكر الرؤية بعد هذا قد ضل.