للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما حصل له صلى الله عليه وسلم من تكثير اللحم والخبز في الخندق]

كذلك ما كان في حفر الخندق، كانوا في حاجة شديدة، فرأى أحد الصحابة ما بالرسول صلى الله عليه وسلم من الجوع قد ربط على بطنه حجرين، فقال: لا صبر على هذا.

ثم استأذن من النبي صلى الله عليه وسلم وانصرف إلى أهله، فلما جاء زوجته قال: هل عندك شيء؟! قالت: عندي صاع من شعير.

فأمرها أن تطحنه، وذهب إلى شاة صغيرة فذبحها، فقال: أدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين معه فقط.

أي: أن الطعام يكفي ثلاثة فقط، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره فقال: تأتي أنت واثنين معك عند ذلك قال صلوات الله وسلامه عليه لكل المسلمين: إن فلاناً يدعوكم.

فذهبوا كلهم، فتقدم إلى زوجته -الأنصاري- وقال: جاءك رسول الله والمسلمون كلهم.

قالت: هل أعلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.

قالت: إذن لا علينا.

لأنها واثقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأتي إلا لشيء، ثم قال: لا تبدأوا بالخبز حتى آتي.

فصار يتفل على العجين، ثم قال: اخبزوا.

وتفل في اللحم الذي على النار، ثم صاروا يتقدمون عشرة عشرة ويأكلون فيشبعون إلى أن أكل المسلمون كلهم وهو باق كما هو، وكلها علامات ودلائل على نبوته صلوات الله وسلامه عليه.