للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعوة بالحكمة]

[المسألة السابعة والعشرون: الدعوة بالحكمة بقوله صلى الله عليه وسلم: (أخبرهم بما يجب)].

الدعوة بالحكمة، والحكمة مطلوبة في كل شيء حتى مع عدوك، وكما أن العدل مطلوب حتى مع العدو فلا يجوز أن يأتي الإنسان بخلاف الحكمة فإنه لا ينجح، وإنما ينجح إذا أتى بالحكمة، ومعنى الحكمة: أن يوقع الأمور مواقعها.

فيضع الأمور في مواقعها من الكلام والفعل، يضعها في مواضعها التي تليق بها، هذه هي الحكمة.

ودعوة الناس تختلف، فمنهم من يكون يريد مجرد بيان الحق، فهذا يبين له الحق ويوضح، وإذا وضح له الحق رضي به واتبعه، ومنهم من يكون عنده أمور وموانع كرئاسة أو ما أشبه ذلك، فهذا يدعى بالترغيب والترهيب، ومنهم من يكون عارفاً للحق ومعانداً فمثل هذا الكلام معه ما يجدي، وإنما تجدي معه القوة، فهذا يقاتل، ولكن مع ذلك يبين له الحق لعل الله جل وعلا أن يهديه، ويكون مراد الإنسان الداعي أن يقوم بالواجب الذي أوجبه الله عليه، وأن يجتهد في أن ينقذ الله على يده من يشاء الله إنقاذه من النار، هذا هو المقصود بالدعوة والجهاد.