للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى قوله: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون)]

قال الشارح رحمه الله: [قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم في قوله: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف:٢٨] يعنى: (لا إله إلا لله)، لا يزال في ذريته من يقولها].

وقد كانت هذه الكلمة وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرفونها، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله تعالى نظر إلى أهل الأرض فمقتهم إلا بقايا من أهل الكتاب)، والمقت: شدة البغض والكراهة، يمقتهم لأنهم على الشرك، وكان العقلاء منهم -وهم قلة- يرون أنهم على ضلال، ولكن لا يهتدون إلى دين؛ ولهذا ذهب منهم جماعة يطلبون الدين وكانوا يقولون: إن لله ديناً هو أرضى من دينكم هذا، فذهبوا إلى النصارى، فوجدوهم ضلالاً، وذهبوا إلى اليهود فوجدوهم على غضب من الله تعالى، فاعتزلوا الكل وصاروا يعبدون الله على حسب ما تهديهم إليه عقولهم.