للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تخليق الحيطان والعمد]

قال الشارح رحمه الله: [قال الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل الشافعي المعروف بـ أبي شامة في كتاب البدع والحوادث: ومن هذا القسم أيضاً ما قد عم الابتلاء به من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد].

قصده بتخليق الحيطان والعمد: وضع الخيوط عليها، فالخيوط والخرق كانت توضع -مثلاً- على الشجر أو غيرها لأجل البركة، وكانوا يميزونها فيقولون: هذا الخيط الفلاني وهذا الخيط لفلان، وكذلك كانوا يضعون عليها خرق وما أشبه ذلك، خرقة فلان وخرقة فلان، فتبقى في هذه الشجرة وقتاً، ثم يأتي صاحبها ويأخذها، فتكون قد اكتسبت البركة في زعمهم.

وهذا في الواقع وثنية جاهلية، وللأسف أنه يوجد في بلاد المسلمين وممن يصلي ويصوم ويتصدق ويزعم أنه موحد يوجد ذلك منه، وهذا مخالف للتوحيد، وما زال العلماء ينكرون هذه الأمور ويبينون أنها مثل ذات أنواط تماماً، وأن الإنسان يجب أن يطهر قلبه وعمله من كونه يلتف في ذلك إلى غير الله، بل يجب أن يكون عبداً خالصاً لله، وما زال العلماء يعلمون هذا، وينكرون من خالفه بأشد ما يملكون من الإنكار، إن استطاعوا باليد -كقطع الشجر وهدم البناء- فعلوا، وإن لم يستطيعوا بينوا بالقول والكتابة.