للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من المشاهد الشركية في مدينة دمشق]

[وفي مدينة دمشق من ذلك مواضع متعددة كعوينة الحمى خارج باب توما، والعمود المخلق داخل باب الصغير، والشجرة الملعونة خارج باب النصر في نفس قارعة الطريق].

يقول: الشجرة الملعونة؛ لأنها تعبد من دون الله، وهو يقول: إنها ملعونة، وإلا فالناس لا يسمونها ملعونة، بل يسمونها شجرة مباركة، ومع ذلك هي شجرة يابسة هامدة، وهذه مواضع قد زالت، ولكن يعقبها غيرها كثير من هذا النوع، وأكثر القبور التي تعبد من هذا القبيل، فيأتي إنسان ويقول: أتاني آتٍ في النوم فأخبرني أن في هذا المكان ولي من الأولياء، وقد يعين له كـ الحسين رضي الله عنه، أو فلان وفلان، فيبنى عليها البناء، ويعظم، ويتوارث، إلى أن يصبح كأنه أمر واقعي، والآن نعرف أن الحسين رضي الله عنه له أماكن متعددة في العراق وفي سوريا وفي مصر، والإنسان لا يكون له قبور متعددة! والغريب أن هذا أيضاً يقال في غيره.

على كل حال هذه طرق الشيطان يضل الناس بها، والعجيب أن هذا يقع ممن عندهم كتاب الله وعندهم سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعلمون أنهم عبيد الله، وأنه يجب أن تكون عبادتهم لله، ومع ذلك يتعلقون بهذه الخرافات وهذه الترهات، ويتركون الأمر الواضح الجلي، مما يدل على ميل النفوس إلى الباطل وحبها التعلق بغير الله جل وعلا، فإذا لم تترب على دين الله وعلى الوحي فإنها قد تضل، وهذا كثير في بعض البلاد.