للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تقليد المسلمين لأهل الكتاب علم من أعلام النبوة]

[المسألة الثامنة عشرة: أن هذا علم من أعلام النبوة، لكونه وقع كما أخبر].

يعني: أن قوله: (لتتبعن سنن من كان قبلكم) علم من أعلام النبوة، وهذا لا يزال يقع على حسب التتبع، والناس اليوم يتبعون اليهود والنصارى شبراً بشبر، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فالشيء الذي أخبر به لابد أن يقع، وليس معنى ذلك أن في هذا الخبر إقراراً له، بل هو من باب التحذير، وأن نحذر هذا ونبتعد عنه، ومع ذلك لابد من وقوعه؛ لأن الجهل يغلب والمعاصي تكثر في الأمة، فالناس يتبعون أهل الكتاب ويكثر اتباعهم لهم، وتقليدهم لهم، وهذا الآن يزداد، فإذا نظر الإنسان في وضع الناس يجد أن أكثرهم يقلد الغرب تماماً في كل شيء، حتى أصبح الأمر أنهم يقلدونهم في الأمور السخيفة والسافلة، مثل جعل الكلاب في البيوت أو في السيارات، ومثل الأكل باليد الشمال والشرب بها، حتى صار التقليد في اللباس والمساكن وفي كل شيء، فهذه ظاهرة وقعت كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم.