للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال المشركين في زماننا]

فاعتقاد أن الأولياء يتصرفون في الكون، ويتصرفون في العطاء والمنع والنفع والضر وغير ذلك، أشد مما اعتقده المشركون، فالذي يعتقد هذا -في الواقع- ضلَّ في عقله وفي دينه، وهو ضلال لم يصل إليه ضلال أبي جهل وأضرابه من الكفار السابقين، فهو ضلال متناهٍ، فالولي عبد من عباد الله جلَّ وعلا، أكرمه الله جلَّ وعلا بأن وفقه إلى عبادته وطاعته، وقد أخبرنا جلَّ وعلا عن صفة الأولياء مَنْ هم؟ فقال: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:٦٢ - ٦٣]، هؤلاء هم الأولياء الذين آمنوا بالله جلَّ وعلا واهتدوا بهداه، واتبعوا كتابه، واقتفوا أثر رسوله صلى الله عليه وسلم، واتقوا أن يقعوا في المحرمات، اتقوها بطاعة الله.

فما ذَكر عن هؤلاء -في الواقع- خلاف ما كان عليه القدامى من المؤمنين ومن المشركين، فهو شذوذ عقلي وفكري، لا يدل عليه عقل، ولا وضع، ولا فطرة، فضلاً عن الكتب التي نزَّلها الله جلَّ وعلا فإنه مصادَمةٌ لها.