للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بر الوالدين من أعظم الطاعات]

قال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [البقرة:٨٣] أي: كذلك أتلوا عليكم أن الله أمركم بأن تحسنوا إلى الوالدين إحساناً.

وهنا يقول العلماء: حَذَفَ متعلق الإحسان ليدل على العموم.

فكل ما سمي إحساناً يشمله هذا الأمر، وكثيراً ما يقرن الله جل وعلا حق والوالدين بحقه.

والإحسان إلى الوالدين هو طاعتهما بالمعروف والقيام على خدمتهما، وكذلك مساعدتهما في طاعة الله ومعاونتهما عليه، ودعوة الله لهما بأن يرحمهما وأن يتجاوز عنهما، وكذلك جلب النفع الدنيوي لهما بكل ما يستطيع، وكذلك ألا يترفع عليهما، ولا يقابلهما بالكلام النابي، بل بالكلام الذي يدل على اللين وعلى حسن المعاملة والمعاشرة، كما قال تعالى في الآية الأخرى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:٢٣ - ٢٤] فهذا الذي ذكره الله جل وعلا في آيات الإسراء هو الإحسان الذي ذكره في هذه الآية وأجمله.