للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم تعظيم الأسلاف]

قال الشارح: [قوله: ومضرة تعظيم الأسلاف.

أي: إذا زاد على المشروع، بحيث تُجعل أقوالهم حجة يُرجع إليها عند التنازع].

الأسلاف هم: الماضون، وتعظيمهم أي: إذا كان مجرداً عن الحق، ليس لأنهم قاموا بالحق وعملوا به؛ فعُظِّموا التعظيم الذي يستحقونه؛ فإن هذا حق، وهذا قد يكون فيه لبس بين الحق والباطل؛ فمطلق التعظيم لابد أن يُفصل.

فنقول: إذا كان هذا من الإنسان تعظيماً لأنهم أسلافه ولأنه ينتسب إليهم وينتمي إليهم فقط فهذا مضر ولا يجوز ذلك.

أما إذا كان تعظيمهم لأنهم قاموا بالحق، وقاموا بالجهاد في سبيل الله، ولأنهم حملوا دين الله وبلَّغوه، وتعظيمهم يكون على ضوء ما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا فيه خير، بل هذا من الدين ويُثاب الإنسان عليه؛ ولكن معلوم أن الكفار: أبا طالب، وأبا جهل، وعبد الله بن عتبة وغيرهم كان تعظيمهم لأسلافهم ضد الحق؛ فهم كانوا يضادون بذلك دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار تعظيمهم لأسلافهم في هذا تعظيم مجرد ضرر ليس فيه نفع، بل كله ضرر، وهو من الموانع التي منعتهم من اتباع الحق مع وضوحه وبيانه لهم، فليسوا في شك من ذلك.