للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لعن من اتخذ القبور مساجد]

[السادسة: لعنه إياهم على ذلك].

لعن اليهود والنصارى؛ لأنهم كانوا يبنون المساجد على قبور أنبيائهم، ولهذا يتبين لنا أن بناء المساجد على القبور من سنة اليهود والنصارى، وأن المسلمين ممنوعون من ذلك ومنهيون عنه، والعجب أن المفتونين في القبور من العلماء يتركون مثل هذه النصوص ويستدلون بأمور مشتبهة! حتى استدلوا بقول الله جل وعلا: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف:٢١] فقالوا: هذا دليل على أنه يجوز اتخاذ المساجد على القبور، وهذا نص القرآن! فهل نأخذ بدعوى هؤلاء! أو بما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم ووضحه، فهذه سنة الذين قبلنا، وهم مذمومون عليها، وملعونون عليها، أفيجوز أن يأخذ المسلم بهذا وقد لعنهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ثم نقول إنه دليل؟! أليس هذا هو عكس ما أراده صلى الله عليه وسلم تماماً؟! إنما هو مجرد تشبيه على الناس وتلبيس، وإلا فإن هؤلاء الذين اتخذوا عليهم مسجداً هم الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصار اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا).

[السابعة: أن مراده تحذيره إيانا عن قبره.

الثامنة: العلة في عدم إبراز قبره].

فالعلة كونهم خشوا أن يتخذ معبداً فدفنوه في بيته مع ما سمعوه من النص، وهذا الحديث يدل على أنه صلى الله عليه وسلم منعهم، ولا مانع أن تجتمع أمور متنوعة تتظافر على كونهم يدفنونه في بيته.

[التاسعة: في معنى اتخاذها مسجداً].

سبق أن معنى هذا أنه يصلى عندها، وليس معناه أن يبنى عليها المساجد، بل يتحقق ذلك بمجرد أن يصلى عندها.