للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الذين يتخذون القبور مساجد هم من شرار الناس]

[العاشرة: أنه قرن بين من اتخذها وبين من تقوم عليهم الساعة، فذكر الذريعة إلى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته].

والمقصود بهذا أن الذين يتخذون المساجد شرار الناس؛ لأنه جاء في الصحيح: (إن شرار الناس من تقوم عليهم الساعة)، وأن الساعة لا تقوم حتى لا يوجد في الأرض من يعرف الله وحتى لا يقال: الله الله! وليس المقصود بقيام الساعة نفخ الصور؛ ولكن المقصود قربها، ووجود علاماتها الكبيرة، مثل خروج الدابة، ومثل خروج الدجال الذي يدعي أنه رب الناس، ومثل طلوع الشمس من المغرب، ومثل الخسوف التي تكون في وسط الجزيرة وفي غربها وشرقها، ومثل النار التي تخرج من قعر عدن، ومثل يأجوج ومأجوج ونزول عيسى وغيرها كثيرة.

فإذا طلعت الشمس في مغربها فلا ينفع الإنسان إيمان جديد؛ لأنها تظهر آيات باهرة تؤذن بنهاية هذه الدنيا، أما الساعة التي هي الساعة المرادة فهي النفخ في الصور النفخة الأولى، فإذا نفخ في الصور مات الخلق كلهم، والصور معروف، وجاء في الحديث أنه قرن عظيم، الله أعلم بصفته، وينفخ فيه إسرافيل عليه السلام.

وقد جاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وصار ينتظر الأمر) فالأمر قريب جداً كأنه لحظات، فهو قريب وسوف يأتي.

أما المراد بقيام الساعة هنا أي: العلامات الكبيرة، أما العلامات الأخرى فهي كثيرة جداً، وأولها بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله جل وعلا: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:١] ورسولنا صلى الله عليه وسلم من أسمائه نبي الساعة؛ لأنه بعث هو والساعة إلا أنه سبقها وسوف تلحق بعده.