للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل الحق مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم]

[المسألة العاشرة: الآية العظمى، أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم].

هذا كما سيأتي في كلام العلماء: أنه لا يلزم دائماً أن يكونوا قلة، فقد يكونون في وقت قلة، ويكونون في وقت آخر كثرة، وهي آية ظاهرة، فإذا كانوا قلة ما يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.

أما الخذلان فيصدر ممن يرى أنهم على الحق ويوافقهم، فيخذلونهم ولا ينصرونهم عادة.

وأما المخالفة فلمن يعاديهم ويكون على غير دينهم وعقيدتهم، وكلا الأمرين لا يضر، لا الخاذل ولا المخالف، ومعنى الضرر: يجب أن يفسر بما قلنا: أنهم يتمسكون بدينهم ويبقون عليه حتى الموت، والضرر الذي يجب أن يكون ضرراً هو انحراف الإنسان عن دينه، أما كونه يناله أذى ولو إلى حد القتل فهذا ليس ضرراً حقيقياً، بل قد يكون خيراً له.