للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السحر وجد في القرون المفضلة]

[الثامنة: وجود هذا في المسلمين على عهد عمر فكيف بعده؟!].

يعني: أن السحر كان موجوداً في وقت الخلفاء الراشدين، وذلك الوقت هو خير الأوقات، والناس في ذلك الوقت هم خير الناس؛ لنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بعثت في خير القرون) وفي رواية: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته إلخ).

وفي حديث أنس الذي في الصحيح: (لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، سمعت ذلك من نبيكم صلى الله عليه وسلم)، وجاءت أحاديث كثيرة في هذا الباب، واتفقت الأمة على أن أفضل القرون قرن الصحابة رضوان الله عليهم، فهم خير الناس بعد الأنبياء؛ لأنهم صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقوا الإيمان والعلم والأدب منه، وصاروا يعملون بطاعته ويتسابقون إلى مرضاته.

فالذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون مثل الذي لم يصحبه، وإن عمل أي عمل.

والصحابي هو: الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك، أما الذي لقيه وهو كافر فلا يكون صحابياً، وكذلك الذي ارتد -نسأل الله العافية- ومات على الردة لا يكون صحابياً، والصحابة ذكر الله جل وعلا أنه رضي عنهم في مواضع كثيرة من القرآن الكريم.

والمقصود: أن زمنهم هو أفضل زمن، فإذا كان هذا يوجد في زمنهم ففي الأزمنة المتأخرة يكون أكثر من باب أولى، والسحر في وقتنا صار أكثر من غيره، وصار في المسلمين من يتعاطى السحر، والذي لا يصنعه يطلب من الصانع أن يسحر له، ويكون الجرم كله سواء على الساحر وعلى الذي سُحر له، وهذا يدل على الجهل وعلى قلة الإيمان، نسأل الله العافية، فكثير ممن يتعاطاه يجهل حكم السحر وكونه موبقاً، أو أنه يريد أن يتحصل على نفع معين بهذا المحرم الذي لا يجوز استعماله بحال من الأحوال.