للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى: الطيرة والطرق]

قال الشارح رحمه الله: [قوله: (إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت) قال عوف: العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادات العرب، وكثر في أشعارهم].

ممرها أي: مرورها، وقد كانوا ينظرون إلى الطائر: فإن ولى الإنسان ميامنه سموه: البارح، وإن ولاه مياسره سموه: السامح، ولكنهم كانوا يتشاءمون بما كان عن اليسار ويتفاءلون بما كان عن اليمين، أما إذا جاء من المقابل فكانوا يسمونه: الناطح أو النطيح، وهذه كلها اصطلاحات كانوا يتعارفون عليها؛ لأنهم يتعلقون بها، وهذا من الشرك؛ لأن الطيرة من الشرك كما سيأتي.

قال المصنف رحمه الله: [يقال: عاف يعيف عيفاً إذا زجر وحدس وظن.

قوله: (والطرق): الخط يخط بالأرض، كذا فسره عوف وهو كذلك، وقال أبو السعادات: هو الضرب بالحصى الذي يفعله النساء.

وأما الطيرة فسيأتي الكلام عليها في بابها إن شاء الله تعالى].

الطرق كما قلنا: إنه قد تغير الآن، ولا يزال موجوداً بالطريقة السابقة عند الكثير من النساء وأشباه النساء والدجالين، ولكن قد تغيرت الطرق الآن عند ناس من المثقفين كما يزعمون، فيكتبون جداول ويذكرون الحوادث التي تحدث في هذا البرج: يوم كذا يكون كذا وكذا، ومن كان مولده في اليوم الفلاني يحدث له كذا وكذا، وهذه كلها من الضلال، ولا يجوز أن يُنظر فيها؛ لأنها حدس ورجم بالغيب، وليس عندهم أي دليل على ما يقولونه، وإنما هو تضليل وأكل لأموال الناس بالباطل.

قال الشارح رحمه الله: [قوله: (من الجبت) أي: السحر، قال القاضي: والجبت في الأصل: الفشل الذي لا خير فيه، ثم استعير لما يعبد من دون الله، وللساحر والسحر].