للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطر النمام والكذاب]

قال الشارح رحمه الله: [ذكر ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير قال: يفسد النمام والكذاب في الساعة ما لا يفسد الساحر في سنة).

وقال أبو الخطاب في عيون المسائل: (ومن السحر: السعي بالنميمة والإفساد بين الناس).

قال في الفروع: وجهه: أنه يقصد الأذى بكلامه وعمله على وجه المكر والحيلة أشبه السحر، وهذا يعرف بالعرف والعادة أنه يؤثر، وينتج ما يعمله السحر أو أكثر، فيعطى حكمه تسويةً بين المتماثلين أو المتقاربين.

لكن يقال: الساحر إنما يكفر لوصف السحر، وهو أمر خاص ودليله خاص وهذا ليس بساحر].

قوله: (بوصف السحر) أي: بفعل السحر، أما كونه يوصف فلا يكفي في الكفر، وإنما يكفر بكونه يفعله.

[قال: وإنما يكفر لوصف السحر، وهو أمر خاص ودليله خاص، وهذا ليس بساحر، وإنما يؤثر عمله ما يؤثره فيعطى حكمه إلا فيما اختص به من الكفر وعدم قبول التوبة.

انتهى ملخصاً.

وبه يظهر مطابقة الحديث للترجمة، وهو يدل على تحريم النميمة وهو مجمع عليه.

قال ابن حزم رحمه الله: اتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة.

وفيه دليل على أنها من الكبائر.

قوله: (القالة بين الناس) قال أبو السعادات: أي: كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس، ومنه الحديث: (فشت القالة بين الناس)].