للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عياش وعبد العزيز بن أبي سلمة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد: الإيمان المعرفة والإقرار والعمل. (١)

[موقفه من القدرية:]

جاء في الإبانة: عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون قال: أما بعد فإنك سألتني أن أفرق لك في أمر القدر، ولعمري لقد فرق الله تعالى فيه: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَو ألقى السمع وهو شهيد} (٢)؛ فأعلمنا أن له الملك والقدرة، وأن له العذر والحجة، ووص ف القدر تملكا والحجة إنذارا، ووصف الإنسان في ذلك محسنا ومسيئا ومقدورا عليه ومعذورا عليه؛ فرزقه الحسنة وحمده عليها، وقدر عليه الخطيئة ولامه فيها؛ فحسبت حين حمده ولامه أنه مملك، ونسيت انتحاله القدر لأنه مملك؛ فلم يخرجه بالمحمدة واللائمة من ملكه، ولا يعذره بالقدر في خطيئته، خلقه على الطلب بالحيلة؛ فهو يعرفها ويلوم نفسه حين ينكرها، وعرفه القدرة؛ فهو يؤمن بها ولا يجد معولا إلا عليها؛ فرغب إلى الله عز وجل في التوفيق لعمله بملكه، موقن بأن ذلك في يده فيخطئه ما طلب، فيرجع في ذلك على لائمة نفسه مفزعه في التقصير ندامته على ما ترك من الأخذ بالحيلة، قد عرف أن بذلك يكون لله عليه به الحجة معوله في طلب الخير، ثقته بالله وإيمانه بالقدر حين يقول يطلب الخير: لا حول ولا قوة إلا بالله، يقول حين يقع في الشر: لا عذر لي في معصية الله، مستسلم حين يطلب، ضعيف في نفسه، قوي حين يقع في الشر،


(١) أصول الاعتقاد (٤/ ٩٣١/١٥٨٧) والسنة للخلال (٣/ ٥٨٠/١٠٠٦).
(٢) ق الآية (٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>