للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- عن ابن المبارك قال: ما رأيت أحدا أشرح للسنة من أبي بكر بن عياش. (١)

- جاء في مجموع الفتاوى: قيل لأبي بكر بن عياش: إن بالمسجد قوما يجلسون ويجلس إليهم، فقال: من جلس للناس، جلس الناس إليه. ولكن أهل السنة يموتون، ويحيى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛ لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكان لهم نصيب من قوله: {ورفعنا لك ذكرك} (٢)، وأهل البدعة شنؤوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فكان لهم نصيب من قوله: {إن شانئك هو الأبتر}. (٣)

" التعليق:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالحذر الحذر أيها الرجل من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو ترده لأجل هواك، أو انتصارا لمذهبك، أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات، أو بالدنيا، فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله، والأخذ بما جاء به، بحيث لو خالف العبد جميع الخلق، واتبع الرسول ما سأله الله عن مخالفة أحد فإن من يطيع أو يطاع إنما يطاع تبعا للرسول، وإلا لو أمر بخلاف ما أمر به الرسول ما أطيع. فاعلم ذلك واسمع، وأطع واتبع، ولا تبتدع تكن أبتر مردودا عليك عملك، بل لا


(١) أصول الاعتقاد (١/ ٧٣/٥٥).
(٢) الشرح الآية (٤).
(٣) الكوثر الآية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>