للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسلاف العلم الماضين وإنك إمام سنة وأنت على من لقيك حجة، ولم آتك لسمع الأحاديث ولكن لأسألك عن تفسيرها، وقد جاء هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة وأن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة (١) فأخبرني من هذه الفرق حتى أتوقاها، فقال لي أصلها أربعة: القدرية، والمرجئة والشيعة وهم الروافض والخوارج، فثماني عشرة فرقة في القدرية وثماني عشرة في المرجئة وثماني عشرة في الخوارج وثماني عشرة في الشيعة، ثم قال: ألا أحدثك بحديث لعل الله أن ينفعك به؟ قلت: بلى يرحمك الله، قال: أسلم رجل على عهد عمرو بن مرة فدخل مسجد الكوفة فجعلت أجلس إلى قوم أصحاب أهواء فكل يدعو إلى هواه (٢)،

وقد اختلفوا علي فما أدري بأيها أتمسك فقال له عمرو بن مرة: اختلفوا عليك في الله عز وجل أنه ربهم؟ قال: لا، قال: اختلفوا عليك في محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه نبيهم؟ قال: لا، قال: فاختلفوا عليكم في الكعبة أنها قبلتهم؟ قال: لا، قال: فاختلفوا عليك في شهر رمضان أنه صومهم؟ قال: لا، قال: فاختلفوا عليك في الصلوات الخمس والزكاة والغسل من الجنابة؟ قال: لا، قال: فانظر هذا الذي اجتمعوا عليه فهو دينك ودينهم فتمسك به وانظر تلك الفرق التي


(١) أحمد (٢/ ٣٣٢) وأبو داود (٥/ ٤/٤٥٩٦) والترمذي (٥/ ٢٥/٢٦٤٠) وقال: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه (٢/ ١٣٢١/٣٩٩١) وابن حبان (١٤/ ١٤٠/٦٢٤٧) و (١٥/ ١٢٥/٦٧٣١) والحاكم (١/ ١٢٨) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وقال الشيخ الألباني في الصحيحة (١/ ٤٠٣): "فيه نظر، فإن محمد بن عمرو فيه كلام، ولذلك لم يحتج به مسلم وإنما روى له متابعة، وهو حسن الحديث".
(٢) هنا سقط كما أفاده المحقق ..

<<  <  ج: ص:  >  >>