للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأيت أحمد وإسحاق حاضرين، فقال الشافعي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهل ترك لنا عقيل من دار" (١) فقال إسحاق: حدثنا يزيد عن الحسن وأخبرنا أبو نعيم وعبدة عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أنهما لم يكونا يريانه، وعطاء وطاووس لم يكونا يريانه فقال الشافعي: من هذا؟ قيل: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي بن راهويه، فقال الشافعي: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم، ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك، فكنت آمر بعرْك أذنيه، أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنت تقول: عطاء وطاووس ومنصور عن إبراهيم والحسن، وهل لأحد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة؟. (٢)

- وروى أبو الشيخ الحافظ وغيره من غير وجه أن الشافعي لما دخل مصر أتاه جلة أصحاب مالك، وأقبلوا عليه، فلما أن رأوه يخالف مالكا، وينقض عليه جفوه وتنكروا له، فأنشأ يقول:

أأنثر درا بين سارحة النعم ... وأنظم منثورا لراعية الغنم

لعمري لئن ضيعت في شر بلدة ... فلست مضيعا بينهم غرر الحكم

فإن فرج الله اللطيف بلطفه ... وصادفت أهلا للعلوم وللحكم

بثثت مفيدا واستفدت ودادهم ... وإلا فمخزون لدي ومكتتم

ومن منح الجهال علما أضاعه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم

وكاتم علم الدين عمن يريده ... يبوء بإثم زاد وإثم إذا كتم (٣)


(١) أخرجه: أحمد (٥/ ٢٠٢) والبخاري (٣/ ٥٧٤/١٥٨٨) ومسلم (٢/ ٩٨٤/١٣٥١) وأبو داود (٢/ ٥١٤/٢٠١٠) وابن ماجه (٢/ ٩٨١/٢٩٤٢) والنسائي في الكبرى (٢/ ٤٨٠/٤٢٥٥) عن أسامة بن زيد.
(٢) السير (١٠/ ٦٨) وذم الكلام (١٠٨).
(٣) السير (١٠/ ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>