للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقفه من القدرية:]

- عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: "خطبنا عمر رضي الله عنه بالجابية، والجاثليق ماثل بين يديه، والترجمان يترجم فقال عمر: من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، فقال الجاثليق: إن الله لا يضل أحدا، فقال عمر، ما يقول؟ فقال الترجمان: لا شيء، ثم عاد في خطبته. فلما بلغ: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فقال الجاثليق: إن الله لا يضل أحدا، فقال عمر: ما يقول؟ فأخبره، فقال: كذبت يا عدو الله، ولولا عهدك لضربت عنقك، بل الله خلقك، والله أضلك، ثم الله يميتك، ثم يدخلك النار، إن شاء الله. ثم قال: "إن الله تعالى لما خلق آدم نثر ذريته، فكتب أهل الجنة وما هم عاملون، وأهل النار وما هم عاملون، ثم قال: هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه". (١)

وقد كان الناس تذاكروا القدر، فافترق الناس، وما يذكره أحد". (٢)

" التعليق:

انظر رحمك الله مَوقفَ رجل -أمرنا بالاقتداء به- وَقَفَهُ من المبتدعة، هل فيه شيء من المداهنة أوالمسالمة، ما هو إلا ضرب العنق وفرض الحجة والبرهان، لا زبالة الرأي ووساوس الشيطان.


(١) أخرجه البزار (٣/ ٢٠/٢١٤١) والطبراني في الصغير (١/ ١٥٠/٣٥٤) وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٧٨٦): "ورجال البزار رجال الصحيح". من حديث ابن عمر وفي الباب عن غيره أخرجها من طرق الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة بالأرقام: (٤٦و٤٧و٤٨و٤٩و٥٠).
(٢) الشريعة (١/ ٣٩٨ - ٣٩٩/ ٤٥٥) والسنة لعبد الله (١٤٢) واللالكائي (٤/ ٧٢٩ - ٧٣٠/ ١١٩٧) والإبانة (٢/ ٩/١٢٩ - ١٣٠/ ١٥٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>