للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقول: ما هذا؟ فيقول: جهمي خبيث، ويأتي آخر، فيقول: رافضي، ولا نظن إلا رد عليه سلامه، وكان عاقلا، لم أر بمصر أعقل منه، ومن عبد الله بن عبد الحكم. (١)

علق محقق السير على هذا الموقف بقوله: وليس ذا من أدب الإسلام، فإن الله تعالى يقول: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}. (٢)

قلت: وهذا من أخطاء المحقق الشنيعة، فإن هذا الذي أنكر المحقق أن يكون من أدب الإسلام هو أدب الإسلام مع المبتدعة، وعليه درج السلف رضوان الله عليهم، فهذا الإمام أحمد بن حنبل يقول: إذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم". (٣)

- جاء في السنة: قال عبد الله: حدثني محمد بن سهل بن عسكر، سمعت ابن أبي مريم يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر. (٤)


(١) السير (١٠/ ٣٢٨).
(٢) النساء الآية (٨٦).
(٣) أحمد (٢/ ٢٩١) ومسلم (١/ ٧٤/٥٤) وأبو داود (٥/ ٣٧٨/٥١٩٣) والترمذي (٥/ ٥٠/٢٦٨٨) وابن ماجه (١/ ٢٦/٦٨) عن أبي هريرة.
(٤) السنة (١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>