للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: ليس على الله بعد المرسلين حجة، إن الكلام في القرآن بدعة اشترك فيه السائل والمجيب، أما السائل، فتعاطى ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه، وما أعرف خالقا إلا الله، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك، والمتكلمون معك في القرآن إلى أسمائه التي سماه الله بها، تكن من المهتدين، {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١). (٢)

-وجاء في تاريخ الخطيب وكتب بشر إلى منصور يسأله عن قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ على الْعَرْشِ استوى} (٣) كيف استوى؟ فكتب إليه منصور: استواؤه غير محدود والجواب فيه تكلف، ومسألتك عن ذلك بدعة، والإيمان بجملة ذلك واجب، قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} (٤) وحده. ثم استأنف الكلام فقال: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (٥) فنسبهم إلى الرسوخ في العلم بأن قالوا لما تشابه منه عليهم {آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ


(١) الأعراف الآية (١٨٠).
(٢) الإبانة (٢/ ١٤/٢٨٩ - ٢٩٠/ ٤٥٨) وانظرها في تاريخ بغداد (١٣/ ٧٥ - ٧٦) بزيادات مهمة.
(٣) طه الآية (٥).
(٤) آل عمران الآية (٧).
(٥) آل عمران الآية (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>