للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دار الخلود والتجافى عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله" (١) ألا ترون أنه قد بين أن إيمانه يعرف بالعمل لا بالقول.

وقد بين أن الإيمان الذي في القلب ينفعه إذا عمل بعمل الإيمان، فإذا عمل بعمل الإيمان تتبين علامة إيمانه أنه مؤمن. فهذا كلامه الذي عليه ابتناء الكتاب وأنه جعل الأعمال علامة للإيمان، وأن الإيمان هو تصديق القلب، وأن اللسان شاهد يشهد ومعبر يعبر عما في القلب، لا أن الشاهد المعبر نفس الإيمان من دون تصديق القلب على ما زعمت الكرامية. وضمن هذا الكتاب من الآثار المسندة وقول الصحابة والتابعين أحاديث كثيرة.

قال محمد بن أسلم: وقال المرجئ: ويتفاضل الناس في الأعمال، خطأ لأنه زعم أن من كان أكثر عملا فهو أفضل من الذي كان أقل عملا، فعلى


(١) أخرجه من حديث ابن مسعود: الحاكم (٤/ ٣١١) وسكت عنه، وتعقبه الذهبي بقوله: "عدي بن الفضل ساقط".
وقال في الميزان (٣/ ٦٢): "قال ابن معين وأبو حاتم متروك الحديث". وقال يحيى لا يكتب حديثه، وقال غير واحد: ضعيف. انظر كلام أبي حاتم ويحيى بن معين في الجرح والتعديل (٧/ ٤). وأخرجه: ابن جرير (٨/ ٢٧)، وفي سنده سعيد بن عبد الملك بن واقد الحراني. قال أبو حاتم (٤/ ٤٥): "يتكلمون فيه، يقال إنه أخذ كتبا لمحمد بن سلمة فحدث بها، ورأيت فيها حدث أحاديث كذب" هذا أولا. والثاني الانقطاع بين أبي عبيد وأبيه عبد الله بن مسعود، فإنه لم يسمع منه. ورواه ابن جرير (٨/ ٢٧) أيضا بسند آخر وفيه محبوب بن الحسن الهاشمي واسمه محمد. قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق فيه لين. وفي الباب عن ابن عباس مرفوعا، والحسن البصري وأبي جعفر المدائني كلاهما مرسلا. وقد فصل القول فيها الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة (٢/ ٣٨٣ - ٣٨٧) ثم قال: "وجملة القول: أن هذا الحديث ضعيف لا يطمئن القلب لثبوته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لشدة الضعف الذي في جميع طرقه، وبعضها أشد ضعفا من بعض، فليس فيها ما ضعفه يسير يمكن أن ينجبر، خلافا لما ذهب إليه ابن كثير، وإن قلده في ذلك جماعة ممن ألفوا في التفسير، كالشوكاني في فتح القدير (٢/ ١٥٤) وصديق حسن خان في فتح البيان (٢/ ٢١٧)، وجزم الآلوسي في روح المعاني بنسبته إليه - صلى الله عليه وسلم -، ومن قبله ابن القيم في الفوائد (ص.٢٧ ط. دار مصر) وعزاه للترمذي فجاء بوهم آخر. والعصمة لله وحده".

<<  <  ج: ص:  >  >>